Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
prometheus
17 août 2005

كآبة صباحية

melancolieيتملكني إحساس غريب بالكآبة...كآبة متضخمة أحسها تخنقني و تشل كل رغبة لي في الحياة، أشعر بحركاتي ثقيلة و بأفعالي غير ذات جدوى أو نفع.

و الغريب في الأمر أني لا أجد لها تفسيرا...ربما هو الإحساس المتضخم بالذنب، و ربما هي الذاكرة اللعينة تعاود لعبتها المفضلة في إثارة ملفات قديمة، تطفو على سطح حاضري فتصبغه بلونها الرمادي القاتم.

و ربما هو السياق الذي أجدني فيه الآن حيث لا أرى جدوى و لا قيمة لما أفعله هنا في المؤسسة، بعد أربع سنوات من معانقة الأمل في الكتابة و ممارسة المهنة التي أعشقها حتى الجذور: الصحافة...أجد نفسي الآن وراء مكتب و شاشة كمبيوتر...بكرسي يدور و يدور...و ماذا أفعل...أكتب أشياء حقيرة بإمكان أي كان أن يكتبها دونما صعوبة و لا تعب.

كنت أظن أن حياتي السابقة، حياة المجون و عدم الاستقرار أو الرغبة فيه، عبث يجب أن ينتهي...و الآن أجدني بمظهري الجدي و انشغالي بالعمل...في عمق العبث...عبث حقيقي لا لون و لا طعم و لا رائحة له...و صدقوني إن قلت أن له صفة و حيدة...المرارة ، مرارة حقيقي لا كمثل تلك التي كنت أتخيلها في السابق حينما أجد نفسي في و ضع مقلق...مرارة اللحظة تختلف، تحسها قادمة من أعماقك لتستولي على كل كيانك مغرقة إياه في أحاسيس ثقلية من الندم و القنوط و اليأس.

أصحو كل صباح لأعاود أو أتم ما بدأته البارحة، دونما أية رغبة و لا إحساس بالبهجة التي كنت أعيشها سابقا...بهجة القراءة، حينما تحنو على كتاب و تضعه بين يديك، و تغرق في عالمه ، متجاوزا كل عراقيل و كراهات الزمن الرديء...أيضا بهجة الكتابة حينما تمسك قلمك و كأنه جزء منك، تغذيه بدمك، لتخلق به فضاءات من أحاسيس و صور و روائح و ألوان و ترسلها كلمات متناسقة متراصة تمنحك ذلك الشعور بأنك الخالق من لا شيء...و حتى تلك الرغبة الحارقة المتأججة في الحياة، تجدها تخبو شيئا فشيئا لتحيلك إلى رماد...في السابق حينما كنت أفتح عيني صباحا أو مساء لا يهم...أجد لذة غريبة تهزني و ذلك الضوء المتسلل يغمر كل خلايا جسمي و في لحظات قليلة يبعثني حيا قويا كأنما لم أتعب و لم أسهر...أحس الحياة تنبض في عروقي، موسيقى تهزني فترق نفسي و تهفو إلى يوم آخر كله جمال و متعة و...حياة.

و الآن...أفكر أحيانا كثيرة أن الأمر لا يعدو كونه مجرد مرحة انتقالية بين الدراسة و العمل الحقيقي، و أن ما أعيشه من أحاسيس متضاربة ما هو إلا ثمن الانتقال...لكني أعود فأكتشف و هم و هشاشة ما أفكر فيه...و حتى لو كان الأمر كذلك، أي أني بعد مدة سأتعود على حياتي الجديدة أعيشها كما هي...حتى لو كان الأمر كذلك فإن شيئا بداخلي يحذرني من مغبة الإستكانة...بئس ما يمكن أن أعيشه، أرفض أن أخنق دواعي الإبداع في داخلي...أرفض أن أطفئ تلك الشعلة المتأججة و التي تدعوني باستمرار إلى التجدد، إلى التعلم و الخلق و الحياة.

                                                                                عز الدين    

Publicité
Commentaires
prometheus
Publicité
Archives
Publicité