Entre Reve et Regret
من جرب منكم احتبال الذاكرة؟
أنا جربته في كثير من اللحظات...بل كان السمة الأساسية لما أقوم به.
لم أكن بريئا، وذاكرتي بدورها ليست بريئة. الآن أحسني أشيخ وتنفلت من بين يدي مفاتيح اللعبة وقواعدها، فتجدني تحت رحمة ذكريات قديمة وأخرى جديدة. يختلط فيها الواقع بالحلم.
كنت أحلم وأحلم، أتذكر مقولة الفيلسوف الفرنسي، نشيخ حينما يحل الندم في حياتنا محل الحلم. فهل شخت قبل الأوان؟
أعتقد أن ما أعيشه ليس ندما بقدر ما هو تغيير في مسار حياتي، أخاف أن أقول انحراف.
أن تستفيق يوما لتجد نفسك وقد أصبحت كل تطلعاتك مجرد أوهام، هو الرعب بعينه. لا مذاق لما تعيشه، لا لون ولا طعم ولا رائحة لما تفعل...حتى أحاسيسك تضطرب لتصبح عاجزا عن تحديد أبيضها من أسودها.
أهرب لكتب من أجد فيهم نفسي، سارتر، العزيزة المتشردة سيمون، الأحمق الثائر على كل شيء حتى نفسه نيتشه...كلهم أجدهم عاجزين، مكبلين بمشاكلهم النفسية وبحياتهم التي لم تجر كما يحبون. وأنا هل لحياتي مسار أصلا أم أني لا زلت أتخبط في الاختيارات الكبيرة والمستحيلة. سؤال أعجز عن جمع المعطيات للإجابة عنه.
أحاول أن أهرب من القراءة إلى الكتابة، أجد نفس الكلمات، نفس العبارات تحاصرني، واللغة اللعينة تكبلني بقيدها، تغريني بجسدها الفتان، فأنحرف عن المعنى إلى الشكل...والحلقة المفرغة لا تريد أن تنتهي.
عزالدين الهادف