Zarathoustra...seul!!!
مشاهد غامضة ومتداخلة في الذاكرة، تتراوح بين الحنين والرفض، لحظة خنق الزمن وتوقيفه، والدات تسبح في عوالم شفافة من الفراغ...فراغ حقيقي...لا فراغ التوهم اللحظي الذي نعيشه والزمن يجري...
الزمن فاعل حقيقي في حياتنا...يرغمنا على الخضوع لسلطته ومنطقه، والتفكير وفق انسيابه...نقسم حياتنا لمراحل وقد نجعل لكل واحدة أهدافا وآمالا وقد نعيشها فقط مسايرين محاولين اللحاق بالزمن ونتعب في دلك دون أن نفكر لحظة بأننا نجري وراء وهم يحيل لحظات تواجدنا الطبيعي إلى جحيم حقيقي...جحيم نصنعه نحن بأيدينا لكن بتأثير وإيعاز من الزمن...
لكن لإيقاف الزمن علينا أولا التخلص من كل ما هو طبيعي فينا( وأقصد بالطبيعي كل ما هو متحول داخلنا دون إرادتنا) فكيف نفعل دلك؟ أبتجاهله وتركه يمضي حيث يشاء دونما اهتمام؟ أم بالتفكير فيه والوصول إلى منطق انسيابه في محاولة لإيقافه ولقتله؟
فلنتفق أولا أن النظام الخارجي لعيش الإنسان قد انتظم مند القديم على أساس التقسيم الزمني في محاولة لمجاراة التحول الداخلي والتوفيق بينهما...وحتى مفهوم الحضارة لا يستقيم ولو بشكل مجرد دون إلحاقه بزمن معين...وهنا تكمن صعوبة المسألة...في دلك الترابط/ الارتباط العضوي الحتمي بين إيقاع الزمن وإيقاع التحول الطبيعي الذي نعيشه كل يوم، كل لحظة داخلنا، معنا..
أكذب إن قلت أننا نستطيع إيقاف الزمن وزحفه على كل ما هو أخضر يانع داخلنا...لكننا نستطيع أن نسترق بين الحين والحين لحظات يغفو فيها الزمن( أو على الأقل نحاول إيهام أنفسنا بدلك مادامت اللعبة في أصلها وهم) لنحيا في صفو مجرد حيث لا ذاكرة ولا مستقبل...
عز الدين 14 أبريل2006