Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
prometheus
15 septembre 2005

مكر التاريخ

ineg1تحية طيبة إلى الدكتور عمرو اسما عيل

الواقع أني لا أملك إلا أن أشكرك و أحييك على وعيك التاريخي العميق مما لا يترك لأعداء الشمس أية فرصة للهروب نحو أيام لم نعرف فيها إلا اللجاج و الخصام حول أمور كان يعتقد أن مجيء الإسلام سيحسم فيها، لكن التجربة أتبتت أن الكائن البشري واحد و أن التأطير الجيد للحياة الاجتماعية عبر مشروع جماعي متعاقد عليه هو الحل الأنجع، و لو بتواجد أسمى المنظومات الروحية.

المشكلة أننا نعيش أو بالأحرى نغرق في مغالطات كثيرة، تشل عملية تفكيرنا و بالتالي تقدمنا...و من أكبرها رؤيتنا لتاريخنا ، حيت أننا إلى الآن لم ننجح في أن نبتعد عنه لنلقي عليه نظرة مدققة فاحصة كخطوة أولى لإعادة قراءته، مما سيسمح لنا بالتأكيد، بإسقاط مجموعة من الرموز و الأساطير التي تعشش في العقول...و أعتقد أن هذا أهم و أولى من إسقاط الأخرى التي ترغمنا أن نحيا تحت ظلها...ما نسميه العصر الذهبي للخلافة الإسلامية لم يكن سوى هيمنة و سيطرة فرضها ميزان القوى آنذاك لصالحها عبر قوانين و آليات معروفة في علوم الاجتماع و السياسة...

و ما يعتقده البعض عن السلف الصالح جله مغلوط و موضوع و ليعد هو إلى الصفحات الحقيقية للتاريخ لا ما يسوده أمثاله من دعاة التقديس، و السبب في نظري واضح و جلي ومتجدر في كل تاريخ كل المجموعات البشرية، هناك دائما من يسعى إلى خلق رموز مقدسة حتى يعيش في عباءتها، و يمرر رغباته عبر شرعيتها الغير مسموح بالخوض فيها.

التاريخ ملك مشاع للجميع و أي فرد له الحق في أن يتصفحه و يقرأه كما يشاء، دونما حاجة إلى وصاية أو تحديد، فالشعوب العظيمة وجدت لنفسها مكانا تحت الشمس فقط بالنقد الطويل و المؤلم أحيانا لتتخلص من كل القيود التي تحد من إرادة الإنسان الخلاقة و المبدعة و التي لا تضاهيها إرادة أخرى في الكون.

هذا للأسف ما نفتقده نحن، تنقصنا الشجاعة لنجتمع فنحدد مشروعا مجتمعيا موحدا قادرا على أن يلم شتاتنا دونما أي اعتبار لاعتقاد روحي أو غيره، فقط أن يكون قائما على العقل و الحرية، حينها فقط يحق لنا أن نبتسم و نحن نعود لنتذكر تاريخنا و أيامه المجيدة.

عز الدين

Publicité
Commentaires
prometheus
Publicité
Archives
Publicité