Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
prometheus
6 septembre 2005

وجوه...وجوه...و وجوه /Visages...visages...et Visages..!

لا أود الحديث هنا عن العمل الأدبي الرائvisagesع لعاشق طنجة، الراحل محمد شكري، رغم أني لا أخفيكم أنني منه جاءتني فكرة الكتابة عن الوجوه، تلك الرموز التي تنغرز في ذاكرتنا عميقا، فترغمنا أن نتقاسم معها فضاءات معيشنا...

و حينما أتحدث عن الوجوه، فأنا لا أقصد بالضرورة أن تكون و جوها لأناس أحياء عرفناهم و أحسسنا بوجودهم المادي حولنا...و إنما أيضا عن تلك الوجوه الأخرى، تلك التي تحيا داخلنا باستمرار و التي تشكل في دواخلنا عالما غائرا، نسافر في رحابته بشكل مستمر و قلما يصل أحد منا إلى حده أو اكتشاف و لو النزر اليسير منه، لأنه متغير متحول غير خاضع بتاتا لأية ضوابط أو قواعد تضبطه، بل هو العنفوان ذاته، صاخب متأجج و مستمر الانشعال، ولكن الذي بقدر ما يثير الغرابة بقدر ما يثير التساؤل، هو لم يظل عالم الوجوه الداخلية، غائرا و مظلما...لم لا يطفو على السطح حتى تلفحه شمس الواقع المادي، فلربما تكشف عن كثير من ملابساته التي ظل كل منا يفكر فيها لمدة قد تطول أو تقصر حسب قابلية كل واحد منا و استعداده لذلك السفر الداخلي الذي في غالب الأحيان يتعب صاحبه أشد التعب...

و هناك الوجوه الأخرى، تلك التي نظنها حقيقية و التي تحضر باستمرار مشكلة عالمنا الخارجي، و التي تجبرنا هي الأخرى أن نستحضرها باستمرار، و كل وجه حسب درجة تأثيره في انطباعاتنا و تصوراتنا و رغبتنا في الاستمرار أي الحياة، تحضر هي الأخرى و تغيب، ترغمنا بدورها أن نقتسم معها مساحات شاسعة من حضورنا المادي هاته المرة عكس الوجوه السابقة، لكن هذا الوجود المادي بدوره ما يلبث حتى يفلت من بين أيدينا، فنحير هل عشناه فعلا أم أن آليات المخيال الجماعي تتضخم و تتضخم حتى توهمنا بفكرة الواقع و ضده، تفلت من بين أيدينا لتضمها رحابة الذاكرة، و لتصنع منها وجوها داخلية أخرى قد تطفو على سطح يومياتنا فنلبسها من شخوصنا حتى نصنع في النهاية تلك الأرضية التي يتحقق التعايش في مجالها، فكل واحد منا فيه في نهاية الأمر شيء من ذلك الآخر هكذا...

لنكتشف في النهاية أن كل ما اعتقدناه عن تفرد الذات الإنسانية إنما هو وهم لا غير و أن الوجوه تغزونا عبر حلقة دائرية مستمرة بلا نهاية، نقابلها فتعيش معنا، ثم نختزنها في ذاكرتنا فتعيش داخلنا، ثم نعود فنجعلها تطفو على سطع معيشنا عبر عملية التذكر، حينما تصبح الذاكرة عالمنا الوحيد...

                    عز الدين

                06 سبتمبر 2005

Publicité
Commentaires
prometheus
Publicité
Archives
Publicité